-->

ليله فى الجحيم


    خرج من المظاهره واتجه نحو شارع جانبى ليكلم والدته ويطمئنها عليه ...كانت هناك اعين تراقبه ...هجم عليه خمسة رجال اشداء بملابس مدنيه ..حاول ان يقاومهم ...لكن الكثره تغلب الشجاعه ...قيدوه ثم وضعوه فى سياره بزجاج معتم وانطلقت بهنحو المجهول ..وصلوا الى مكان كئيب ...القوه داخل زنزانه عاريه بارده صخرية الجدران ..الباب يغلق بالسلاسل ...وحده مع الفراغ والمجهول والإنتظار وشريط الذكريات والتخمين والإحتمالات يدور امام عينيه ..ساعات طويله لا يعرف عددها من الإنتظار القاتل ..وعند منتصف الليل سمع اقدام غليظه تقترب من الزنزانه ويفتح الباب على وجه كريه متجهم وفى يده قيود حديديه سوداء سرعان ما التفت حول معصمه وتغلق باحكام ويداه خلف ظهره ويساق الى غرفة التحقيق...اجلسوه على مقعد خيزران ...يمسح الغرفه بنظرات زائغه.. لا شىء سوى مكتب حديدى صغير ودولاب مفتوح على مصراعيه ..قرأ فيه اولى خطواته نحو التعذيب ..توجد فى الدولاب عصا غليظه ..اسلاك كهربائيه مجدوله بإحكام ..جهاز كهربائى به اطراف عديده بنهايتها كلابات ...دباسات ضخمه وكماشه مرعبه ..الخ هذه هى الأشياء التى اعدوها لطالب الحقوق ..تعمدوا ان يضعوه امام هذا المعرض الجهنمى اللعين لتحطيم اعصابه قبل التحقيق معه ..
    المحقق يجلس على المكتب ويبدأ التحقيق بالسؤال التقليدى ..الإسم والوظيفه والإنتماء السياسى والخلفيه الأيدولوجيه واسم التنظيم السرى المنضم اليه 
    اجاب :..انا مستقل ليس لى اى انتماء سياسى او ايدولوجى ولست منضما الى اى تنظيم سرى 
    -المحقق اذن لماذا كنت فى المظاهره .....؟
    -هو :..عادى ..بنطالب بحقنا فى حياه آدميه ونعيش كبشر اكرمنا الله 
    -المحقق تعلو نبرات صوته فى حده :احنا عارفين عنك كل حاجه ..اتكلم احسن لك ومتخليناش نستخدم معاك طرق اخرى حتخليك تتكلم غصب عنك 
    -هو :..ما دام عارفين عنى كل حاجه عايزينى اتكلم اقول ايه ..؟
    المحقق يستشيط غضبا ثم ينهض منتفضا كانما تلبسه جن وبدون مقدمات صفعه على وجهه صفعه قويه اوقعته من على الكرسى وسيل من الشتائم البذيئه تنثال من فم المحقق دون توقف ثم صاح فى الرجال المتواجدون فى الغرفه :...انا عايز ابن الكلب ده يتكلم ثم انصرف خارجا وسرعان ما هجم عليه كلاب جهنم انهالت الضربات على المسكين من كل اتجاه واخذ يصرخ الى ان انهار تماما تحت وطأة اللكمات والركلات والضرب بالعصى والأسلاك الكهربائيه طوال ساعه كامله حتى اغمى عليه فصبوا دشا من الماء المثلج على راسه فأفاق من شدة برودة الماء ثم واصلوا ضربهم حتى احس بالدماء تنفجر من انفه بعد ركله قويه من احدهم ...جروه من قدميه نحو زنزانته ثم القوه فيها وانصرفوا ..حين افاق لم يستطع الحركه ولم يجرؤ ان يتحسس جسده ففى كل جزء منه الم لا يطاق ..وفى صباح اليوم التالى سمع نفس الخطوات الغليظه ...انقبض قلبه من الخوف ....فتح الباب ...وضعوا قماشه سوداء حول عينيه ثم اقتادوه الى غرفة التحقيق ....كان هناك محقق اخر جديد ...اجلسوه على الكرسى ...لم يستطع الجلوس ...امرهم المحقق ان يسندوه...قال المحقق بصوت هادىء :..احنا أسفين على اللى حصل امبارح انت عارف ظروف البلد ثم اردف :..احنا تأكدنا انك ملكش اتجاهات سياسيه ولست عضوا فى تنظيم سياسى ...انت براءه وحتمشى من هنا بعد ما توعدنا انك تسكت ولا تخبر احدا بما حدث لك هنا وكمان بلاش تشارك فى مظاهرات تانى شوف دراستك احسن ...مع السلامه 

    شارك المقال
    المدون الصغير
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع momen khalid .

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق